[center] ها أنت تبكي . . وخلفك دماء وهجر
فاستفق لا تتعثر
إنها لملمة الأطلال في عُمُر
صنعت لتكون همس النظر . .
في وله السهر
ألا تدرك القمر ؟! . . يا له من بطر ؟!
تخال بأنك جلداً من دونها جمر !!
هيهات فأنت هو البُجْر
ادّعيت عليها هياج البحر
وكتبت على دمعتها هنا المقر
ستكونين سجينة أضلاعي لا مفر
من أنت ؟! . . لتكر أو تفر
أم أنها مجرد لعبةٍ أيها البدر ؟!
كم تواليت عليها في ليالٍ عسر
سأتلو عليك ما نشر
لكن أين أنت من البشر ؟!
أدمنت جلساتك القمر
ووعدت هي وأعقبتها بالنذر
فَلِمَ أتيت مع الغياب بوجه بسر
كانت تجمع أنفاسك وتبشِّر
قلبها التي كنت فيه المهر
لن تعود كما الضياء
ولن تعود كما السماء
خرقاء العلل بسطو العناء ؟!
أطفأت جمرك كثرة التَّبْكاء ؟!
ماذا صنعت لها ؟! . . فبراء
تستطيع أن تزرع أرضاً غنّاء
بعد أن تبخّرت وأصبحت جدباء ؟!
فيما مضى نسائمك كانت استشفاء
و كنت لها الظل الذي أفاء
ماذا حلّ بأسرار المساء ؟!
هل وزّعتها و جلبت العطاء ؟!
لتتقمّص بعدها النَّكراء
فلسانك كان للأسف مجرد هُذَاء
لم تشعر يوماً بأنك الهواء
يفترش المكر و يبدع في سخاء
لا تلوذ بالفرار
أيدرك السهل الأنهار ؟!
أين كنت وأين كان القرار !!
مشاعرها دائماً في شجار
وتخبطٍ بإستمرار
أهلكتها وتركت المضمار
كما العاديات بك كما الأحرار
كما الشمس في النهار
كما الصورة بلا انكسار
انت من رسم بروازها واختار
وتجمّلت بداخلها كستر الخمار
كانت تراقص النجوم وتطير في المدار
كفراشةٍ في سفر وفي مسار
فأهلكت براءتها بإستهتار
ووزعت عقيدتها و أشعلت النار
و صنعت الشقاق في المحار
ليست بكتابٍ مستعار
أو ورقةٍ تدوِّن بها تماتم وأسحار
بل كوكباً وضّائاً ودار
و عشقاً وردياً يتجدد بإستمرار
فأعد لها الحرية وأدركها من الإختيار
لأنها الحروف المبعثرة يعشقها روّاد المزار